المعتقلات العراقيات بين مطحنة الاغتصاب والصمت المطبق

المعتقلات العراقيات بين مطحنة الاغتصاب والصمت المطبق:

انتصار إبراهيم الآلوسي

تقول مريم التي كانت معتقلة لدى قوات الاحتلال الأمريكي , وخرجت بيديها طفل رضيع. لم تبلغ مريم السابعة عشر من العمر, , والتي تعمل الان بماخور في عمان : (بعدما كنت طالبة مجتهدة وابنة مدللة لأسرة محافظة ,أصبحت ضائعة وأم لطفل بلا أب, دون مستقبل, وبلا أسرة, خرجت من سجن الاحتلال لأسقط في الماخور ) .

هذا الواقع المرير للمعتقلات العراقيات لدى قوات الاحتلال الأمريكي, اللواتي تعرضن للعنف والاغتصاب والانتهاك بشكل غير مسبوق . الإعلام الذي لم يتطرق لموضوع المعتقلات بشكل مباشر وعميق, وجعلهن داخل حيز معتم في تقاريره, التي لم تسلط عليه الضوء بالوجه الصحيح لفضح ومعرفة ما يدور في السجون والمعتقلات العراقية, ولما يحتويه من مناطق محرمة بالعرف السائد في العراق ومنطقة عربية وإسلامية . .

وطبقاً لإحصائيات وتقارير كثيرة صدرت عن منظمات حقوق الإنسان والعفو الدولية حول ما تعرضت وتتعرض له المرأة العراقية في السجون من دون أي وجه حق, والتي كشفت الحقيقة المفقودة أو الصورة الغائبة أثناء إناطة اللثام عن فضيحة أبو غريب. أشارت التقارير كلها عن عدم وجود أرقام مضبوطة وصحيحة حول أعداد المعتقلات لان الكل يمتنع عن كشفها . فيما تباينت الإحصائيات بين مسئول وآخر أو منظمة وأخرى,. أورد تقرير للجيش الأمريكي ـ حول إساءة معاملة السجناء في سجن أبو غريب ـ حالة لأسيرة عراقية تعرضت لإهانات جنسية على يد سجانها الأمريكي، وقال متحدث باسم البنتاجون - 10-5-2004:إن هناك ألفا و200 صورة لإهانات وقعت في معتقل أبو غريب لم يتم نشرها بعد، وتشمل "تصرفات غير لائقة ذات طبيعة جنسية".
في أولى التحقيقات كشفت عن وجود 90 معتقلة في سجن أبو غريب ( زوجات وأخوات مسئولين في القيادة العراقية ) قبل أن ينقلن إلى سجون أخرى بعد الفضيحة التي نشرها الصحفي الأمريكي سيمور هيرش حول ما يدور في سجن أبو غريب , وحسب ما أورد في تقرير تابع لوكالة رويتر للأنباء ( بان الجنود يقومون باعتقال زوجات المشتبه بهم , ويعرضوهن للتعذيب الجسدي والجنسي ). فيما قال النائب في الحكومة الاحتلال ( محمد الدايني ) لوسائل الإعلام المرئية والمكتوبة ( بأنه تم توثيق 1053 حالة اغتصاب ارتكبها جنود الاحتلال مع الشرطة العراقية والمليشيات ). وذكر الأمين العام لاتحاد الأسرى والسجناء العراقيين أن حوادث الاغتصاب هذه لا تمثل (1%) من حجم الجرائم المماثلة التي تتعرض لها المعتقلات العراقيات في السجون وقال أن هناك أعدادا كبيرة من المعتقلات تستمر عملية احتجازهن لا لشيء إلا لاغتصابهن رغم وجود أمر قضائي بإطلاق سراحهن، وأضاف أن الشرطة التي تسيطر عليها المليشيات لا تمتثل للأوامر القضائية. ففي تقرير أعده الأستاذ فاضل الربيعي بعنوان نساء أبو غريب ذكر فيه ( لسوف يظل موضوع انتهاك أعراض النساء العراقيات طيً الكتمان في أروقةالبنتاغون ).فيما كشفت اغلب وسائل الإعلام عن أرقام متباينة حول وجود أعداد كبيرة من النساء في السجون وأن معظمهن تعرضن للاغتصاب والاعتداء خاصة على يد قوات المحتل الأمريكي . في حين ذكرت وزيرة الدولة لشؤون المرأة نوال السامرائي :أن هناك ما يقرب من 70 معتقلة في السجون العراقية ونحو 14 معتقلة في السجون الأمريكية مشيرة إلى أن التقارير التي تصلنا من خلال زيارة البرلمانين والمسئولين الحكوميين إلى السجون العراقية تؤكد وجود انتهاكات لحقوق الإنسان بالنسبة للمعتقلات. والمعتقلة في السجون الأمريكية تتمتع ببرنامج جيد عبر تطويرها وتأهيلها وتعليمها سواء ما يتعلق بالقراءة والكتابة أو تعليمها مهنا أخرى كالخياطة والحاسوب. (بحسب نيوزماتيك) . وكشفت أجهزة استخباراتية أوربية أن عمليات التعذيب التي تسربت صورها من سجن أبو غريب ببغداد يحدث مثلها وأبشع منها في سجون ومعسكرات اعتقال أخرى بالعراق، وعلى رأسها معسكر كروبر للسجناء العراقيين الواقع بالقرب من مطار بغداد، مشيرة إلى حدوث عمليات اغتصاب منظمة للمعتقلات العراقيات. إسلام أون لاين 5/5/2004 . وفي بحث للأستاذ فاضل الربيعي حول عمليات الاغتصاب في سجن أبو غريب كشف فيه وباستناد إلى شهادة الكبيسي "كان قسم النساء في سجن أبو غريب يضمً أكثر من 543 امرأة و نحو 917 طفلا" دون سن السادسة عشرة. يقول الكبيسي في شهادته إن مجموع حالات اغتصاب النساء من نيسان / ابريل حتى أب / أغسطس 2003 أي خلال خمسة أشهر من الاحتلال قد تصل إلى نحو 2000حالة اعتداء. فضلا" عن نحو 550 طفلا" تعرضوا للاغتصاب بشهادة منظمات كانت تعمل في ظروف معقدة، من أجل التقاط الأيتام من الشوارع بعد تدمير أو نهب مؤسسات ودور الرعاية. حين أصبح هؤلاء في عداد المشردين على إثر نهب مؤسسات رعاية الأيتام ". بيد أن منظمات غير حكومية وشهادات جمعتها وكالة الصحافة الفرنسية حول تعريض "السجينات العراقيات في سجن أبو غريب إلى عمليات اغتصاب وإذلال متنوعة مما دفع ببعض اللواتي أطلق سراحهن إلى الانتحار هروبا من الواقع الأليم، بينما قتل البعض الآخر منهن بيد قريب أو نسيب . وردا على سؤال للوكالة عن هذه التجاوزات قال مساعد قائد عمليات الائتلاف الجنرال مارك كيميت "إن قسم السجون في سلطة الائتلاف لا علم له بمعلومات من هذا النوع في سجن أبو غريب ". وتفيد مصادر مسؤولة في الصليب الأحمر الدولي عن وجود خمس سجينات في السجن, بعد أن كانت المنظمة الدولية قد أشارت في تشرين الأول/أكتوبر عام 2003 إلى أن عدد السجينات بلغ نحو ثلاثين امرأة.

شهادات على ذمة الوكالات والمنظمات :

روت الدكتورة هدى شاكر أستاذة العلوم السياسية في جامعة بغداد لصحيفة الجاريان البريطانية قائلة: إن جنودا أمريكيين على أحد الحواجز الواقعة بإحدى ضواحي بغداد طلبوا منها تفتيش حقيبتها وعندما رفضت تقدم نحوها أحد الجنود وصوب بندقيته نحو صدرها. وأضافت: "صوب الجندي ضوءا ليري صدري، ثم أشار إلى قضيبه قائلا: تعالي إلى هنا يا عاهرة، سأضاجعك". وأفادت د.شاكر التي كلفتها منظمة العفو الدولية بإعداد تقرير حول أوضاع السجناء العراقيين ـ إن العديد من السجينات العراقيات اللاتي احتجزن " سجن أبو غريب " تعرضن لإهانات جنسية من قبل الجنود الأمريكيين، بينهن امرأة اغتصبها أحد أفراد الشرطة العسكرية الأمريكية وحملت منه، واختفت الآن. فيما تحدثت إيمان خماس مديرة ( المركز الدولي لرصد الاحتلال) قائلة "روت لي معتقلة سابقة كيف تعرضت زميلتها في سجن أبو غريب للاغتصاب" "أعادوا زميلتي إلى الزنزانة مغمى عليها. بقيت فاقدة الوعي لمدة 48 ساعة وروت لي كيف اغتصبها عناصر من الشرطة العراقية 17 مرة في يوم واحد تحت أنظار الجنود الأميركيين". وعن شهادات جمع ها فريق عمل "اتحاد الأسرى والسجناء من سجينات سابقات أو من أقربائهن. تحدث رئيسها حول شهادة سيدة ساعدت شقيقتها على الانتحار بعد أن اغتصبها جنود أميركيون مرات عدة أمام زوجها في سجن أبو غريب وكانت السجينة المغتصبة قد اعتقلت في كانون الأول/ديسمبر الماضي وأطلق سراحها في أوائل أيار/مايو الجاري .ويضيف مؤكداً لشهادة سجين أطلق سراحه من سجن أبو غريب في 13 أيار/مايو "إن السجينات كن يعبرن أمام خيمة الرجال وكن يتوسلن السجناء من الرجال أن يجدوا طريقة لقتلهن لإنقاذهن من العار". فيما قالت رويترز عن سائق شاحنة كان شاهداً " يضرب سائق الشاحنة العراقي رأسه بيده غير مصدق ما حدث وهو يستعيد صرخات فتاة يقول أن الجنود الامريكيين اغتصبوها امام والدها بغداد(18/5/2004 (وكشفت مصادر صحفية أمريكية وبريطانية الأربعاء 12-5-2004 عن حالات عدة لنساء عراقيات تعرضن للاغتصاب والاعتداءات والإساءات الجنسية على يد جنود أمريكيين، مشيرة إلى وجود الكثير من الحالات التي لم يتم الكشف عنها خشية الفضيحة( إسلام أون لاين 12/5/2004) . كما نقلت صحيفة لوس أنجلوس تايمز الأمريكية الأربعاء -عن محاميات عراقيات- حالات أخرى لسجينات عراقيات تعرضن لإهانات جنسية اغتصاب"منظم" للأسيرات العراقيات إسلام أون لاين 5/5/2004 . فيما ذكرت فضائية العالم وعن مصادر عراقية بان 20 جندياً أمريكيا قاموا باغتصاب فتاتين عراقيتين تبلغان من العمر 13 ، 15 عام "إن الجنود ادخلوا الفتاتين إلى احدي المباني التابعة لهم، وقاموا باغتصابهن الواحدة تلو الأخرى، ثم قاموا بإلقائهن أمام إحدى المستشفيات، إحداهن لقيت مصرعها، والثانية أدخلت في المستشفى ولا تزال "