منتديات امجاد العراق
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات امجاد العراق

لا اله الا الله محمد رسول الله
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 أطفال العراق الجديد بين التشرد والضياع

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
انتصار ابراهيم الآلوسي
عضو فعال
عضو فعال



عدد الرسائل : 38
العمر : 55
تاريخ التسجيل : 17/09/2008

أطفال العراق الجديد بين التشرد والضياع Empty
مُساهمةموضوع: أطفال العراق الجديد بين التشرد والضياع   أطفال العراق الجديد بين التشرد والضياع Icon_minitimeالجمعة سبتمبر 18, 2009 6:08 am

أطفال العراق الجديد بين التشرد والضياع
أطفال الديمقراطية الأميركية
( رسالة من طفل عراقي إلى قادة الأنظمة العربية والإسلامية الذين شاركوا في احتلال بلده .)

انتصار إبراهيم الآلوسي
في الوقت الذي يستمتع معظم أطفال العالم وبالأخص أطفال أميركا والدول الأوربية التي تسببت في تدمير العراق كياناً ودولةً وشعباً , بحقوق الطفل كاملة من حيث الأمن والاستقرار , الصحة والغذاء والمياه المعدنية التي توفرها هذه الدول لأطفالها على حساب الشعب العراقي ودمائه وخاصةً أطفاله الذين أصبحوا رقماً من أرقام الإحصائيات , تارة جثة مجهولة الهوية وأخرى جثة ممزقة إرهابية ومرة طفل مدمن للمخدرات أو منتَهكاً , أو معتقلاً . وإن صح التعبير أن طفل العراق هو المستهدف الأول والأخير من هذا العدوان الذي أخذ طابعاً آخر باسم العراق الجديد !! .
نحن اليوم بصدد العراق الجديد الذي انتشرت فيه الأوبئة والأمراض, الجوع والفقر, والأهم الأمية التي استفحلت بشكل خطير يثير الريبة والقلق, فالمتضرر الأول والأخير هم الأطفال. وبطبيعة الحال يتساءل الطفل العراقي عن الذنب الذي اقترفه أمام الصمت العربي والإسلامي أولا , وثانياً العالمي إزاء المجازر والمسالخ التي تقوم على كيانه البريء .
هل تسأل قادة الأنظمة العربية الذين شاركوا في هذا المنولوج الدامي بحق الشعب العراقي وأطفاله عن السبب الذي باعوا به العراق وعن الثمن المستحق هذا إن استطاعوا أن يحصدوه من أسيادهم ؟ وهل يستحق ما فعلوه بأطفالنا الذين ضاعوا بين اليتم والتشرد , التشوه والذبح ؟ أسئلة كثيرة تخطر في بال أي إنسان وهو ينصت إلى مجموعة النوارس تلك وهم يسردون ما حدث لهم في العراق وما يحدث لهم في ارض الغربة التي أضاع الطفل العراقي انتمائه بازدواجية هويته وفقر حاله وانعدام راحة باله واستقراره , واستغلال أسرهم لهذه الطفولة البريئة من اجل كسب لقمة العيش . فأطفالنا في الغربة يعملون بكد, وهذا ظلم لطفولتهم البريئة وظلم من قبل المجتمع الدولي الذي ساهم ويساهم في سرقة حقوقهم الإنسانية. لا أعرف من أين ابدأ حكاياتهم , من الصغيرة التي تعمل في بيوت الخدمة والتي تتعرض دائما للتحرش أم للذكور الذين يكدحون طوال الوقت وهم عرضة لكل شيء أم للأم وابنتها اللواتي قضين أياماً في سجون الاحتلال وتحت التعذيب والانتهاك الجسدي .
( الله ما أظلم الحياة معنا. ترى هل دارت علينا الدنيا وحدنا )
فؤاد أو هكذا أراد أن يكون اسمه, فالأسماء دائماً لا تهم لأن الظلم أمسك بحرف الألف وسحب حتى الياء.
فؤاد طفل في الثانية عشر من عمره هرب من ظلم المليشيات التي جاء بها الاحتلال للعراق له أربعة أخوة, ثلاث فتيات وصبي واحد , ومع والدته يكون العدد ستة أفراد معلقين برقبة طفل لم يفكر العالم بطفولته .
يقول فؤاد:ـ لن تذكري اسمي, صحيح ؟
• لماذا ؟
:ـ لان مَن قتل والدي حراً طليقاً .
• حسناً , سيكون اسمك ...
مقاطعاً:ـ فؤاد, وهو اسم والدي الذي قتلوه أمام عيني. بعدها أخرجونا من المنزل ونهبوه ثم ضربوه بالقذائف, فأحترق أمامنا, كنا ننظر من دون كلمة, لم يسمحوا لنا بالكلام. قال احد المسلحين " كيف استوليتم على هذا المنزل ؟ ومن أين لكم كل هذا المال ؟ وحين حاولت أمي الإجابة ركلها في بطنها , وقال النساء الساقطات لن يسمح لهن بالكلام ثم سحبني من رقبتي وقال " هذا الصبي جميل ( هذا خوش ولد صغير وحلو ) هجمت أمي عليهم واحتضنتني , فضربوها ( بأخمس البندقية ) ثم مزقوا ثيابها كلها , شعرت بإهانة عرضي , فهجمت عليهم وضربتهم إلا أنهم كانوا أكبر حجماً مني وأكثر عدداً , فأمسكوا بي وأرغموني على ركوب السيارة وأخذوني معهم, بقيت عشرة أيام ذقت فيها مرارة الدنيا , لقد عذبوني كثيراً وأحرقوا جسدي بالسكائر , وأجبروني على شرب العرق (الخمر) والرقص لهم بعد أن ألبسوني ثياب تخص الفتيات ثم تحرشوا بي واعتدوا علي . لم أعد أعرف ( الليل من الصبح ) كنت منهكا جداً وخاصة بعد أن . . . . كنت أطلب من الله أن ( يموتني لارتاح ) وفي اليوم العاشر جاؤوا بولد آخر وكان أبن مسئول لأن أحدهم قال ( هذا أحسن منك ومن أصلك , هذا الولد مدلل من صدك ( صدق ) ونحن نطلب والده ثأر, سوف نتركك لكن إذا فتحت فمك بكلمة سوف نعرف أين أنت ونأتي بك . ," ثم ضربني على فمي , فكسر أسناني الأمامية , ثم نقلوني بالسيارة إلى مكان لرمي القمامة, ركلني الرجل الذي كان يجلس بجانبي بمقدمة حذائه , فطرت وسقطت على الأرض . كنت حينها لا أقدر على المشي , فزحفت وأختبئت بين القمامة حتى الصباح, ونهضت أسال أين أنا , عرفت أنها منطقة الشماعية , المهم وصلت بيت خالي والتقيت بأمي وإخوتي عندها قررت أمي الرحيل بعيداً عن العراق , لأنها تخشى أن يأتوا مرة أخرى ويأخذوني . وجئنا إلى
هنا .
• هل عرفت أمك ماذا حل بك ؟
فؤاد :ـ لم تسألني أبداً , ولم تفتح معي الموضوع حتى خالي لم يسألني . طبعاً أنا لم أخبر أحدا سواك. لكن خالي هو مَن أدخلني إلى الحمام وغسل جراحي وطببها. فأكيد يعرف كل شيء لكنه لا يريد أن يقهرني ( يجرحني ) .
• الآن يافؤاد ماذا تفعل ؟
فؤاد :ـ عامل في المقهى ( أجدد جمر الأراكيل ) وأعمل من الساعة العاشرة وحتى الثامنة مساءً مقابل 5000ليرة في الشهر .
• والمدرسة ؟
يضحك ويهز يده مستهزئا :ـ يا مدرسة , راحت علينا ليش أحنا مثل البشر ( هل نحن بشر ) وإذا عرفني أحدهم فسوف يفضحني ( هذه كلماته حرفياً ) .
• ومستقبلك ؟
فؤاد :ـ لا يوجد مستقبل , ومن أين يأكل ويعيش أهلي ؟ ومن أين ندفع الإيجار ضاع كل شيء مع مقتل والدي . والله اشعر بأن عمري صار مليون سنة .
• كيف تعيشون بـ 5000 ليرة ؟
فؤاد :ـ أمي تأخذ من منظمة الأمم 5000ليرة شهريا أيضا لأنها أرملة وأكبر أبنائها أنا .
• في أي صف تركت الدراسة ؟
فؤاد :ـ حين قتل والدي كنت في الصف الرابع ابتدائي , ولم أكمل دراستي لأننا تركنا العراق وجئنا إلى هنا .
• وهل هذا هو السبب ؟
فؤاد :ـ يا خالة السبب لم أعد أستطيع النظر بوجه الطلاب ( استحي ) ومن أين يأكل إخوتي ؟
• إخوتك يا فواد , هل يذهبون إلى المدرسة ؟
فؤاد :ـ واحد بالخامس وأختي بالثاني . نعم يذهبون إلى المدرسة يوميا , وأنا مستعد لطلباتهم من أجل إكمال تعليمهم .
• وأنت ما هو مصيرك ؟ هل فكرت بمستقبلك , بنفسك , أين فؤاد من كل هذا ؟
فؤاد :ـ أنا إنسان ميت والميت لا يفكر بنفسه , كل ما أريده أن يكون لإخوتي شأن كبير لان والدي رجلا صالحاً , وكان يحبني كثيراً , ويقول أنت الرجل من بعدي .
• هذا كلام جيد , إذن فكر في الرجوع إلى المدرسة واللحاق بمَن هم في مثل عمرك , وحاول أن تنسى وتعيش حياتك .
فؤاد يبكي ( بحرقة ) :ـ بابا ( شنو أنسى ) كيف أنسى ؟ أنا إنسان ميت , ما عندي أمل , لا شيء , فقط ما أطلبه من الله هو إن ( يموتني وارتاح ) وأتخلص من هذه الدنيا والعذاب والعار الذي احمله . أنت لم تعرفي ( شكو بقلبي ) ما في قلبي , فمنذ ذلك الحين لم أرفع رأسي بوجه أمي وإخوتي , حتى في الشارع أمشي بعيدا عن الناس , واشعر بكل واحد يمر قربي يقول ( هذا فلان الذي عملوا ( فعلوا ) به كذا . . وكذا . والله لم يفارقني هذا اليوم أبدا . يا خالة أريد أن أموت وارتاح .
• هل تود أن تخبرني بشيء آخر ؟
فؤاد:ـ لا ليس أنت مَن أريد إخباره. بل أن تصل كلماتي للقادة الذين ذبحوني وأنا حي.
• ماذا تريد أن تقول ؟
فؤاد:ـ عسى أن تكون ضمائركم مرتاحة اليوم, وانتم تنظرون إلى جريمتكم. انظروا ما فعلتم بي . الله يأخذ حقي وحق كل العراقيين منكم يا خونة .
يبكي فؤاد وهو لا يعرف كيف يلملم جراحه وكبريائه الضائع الذي سلبه إياه عديمي الضمير والإنسانية , سلبه إياه الاحتلال الأمريكي القذر والخونة الذين باعوا ضمائرهم وأعراضهم للشيطان , سلبه إياه بوش الملعون الذي ما زال يبكي على مسرحية المحرقة ويتلذذ بألم الياسمين من أطفالنا إن كانوا في العراق أو فلسطين أو أي بلد عربي أو إسلامي . بكى فؤاد ولا يعرف عن أي شيء يبكي , عن المرار الذي لقيه من الذين انتَهكوا حرمة طفولته وقذفوا ببراءته خلف جدران بائسة , وحرموه من أمان الأب ومن براءة وروعة أحلام وشقاوة الطفولة الجميلة .
صبي في مقتبل العمر يحمل من جراح العراق وأوجاع الأمة العربية التي غضت النظر عما حدث له ولأطفال فلسطين , ما لم يحمله إنسان منذ ألاف السنين , ترى هل سيتسأل قادة الأنظمة العربية والإسلامية الذين فتحوا أجوائهم وأراضيها لهذه الحملة الصليبية الملعونة على العراق , وعن الكيفية التي سيكمل بها هذا الطفل العجوز حياته الباقية ؟ هل ستوخزهم ضمائرهم ويتعسهم شعورهم بالعار والذل إن أحسوا به ؟ وكيف سيزرع الأمل في هذا الصبي العجوز ليحا إنسان ربع طبيعي ؟ مَن المسئول عن جراحه الملعون بوش أم الأنظمة العربية والإسلامية التي تأمرت على العراق وذبحت طفولته أم العملاء والخونة الذين ركبوا دبابات الاحتلال وجاءوا بالدم وبالعراق الجديد ؟
ملاحـــــظـــــــــــة:
هذا الصغير الذي يعيش ماساته ليس سوى عينة من العراق الجديد ونحن لا نطمح لشيء سوى أن تتحرك غيرة الشعوب العربية والإسلامية وتهتز ضمائرهم لنصرة العراق وفلسطين , وان تكون مثل هذه الماسي سببا في الرد الحاسم على أعداءنا والوقوف بصلابة حتى لا تتكرر .
هذه رسالة موجهة بالأخص إلى قادة الأنظمة العربية الإسلامية الذين شاركوا بقلوب باردة باحتلال العراق, ولينظروا إلى جريمتهم منكسي الرؤوس إجلالا لخيانتهم .
ورسالة إلى كل شريف في العالم من اجل نصرة العراق وفلسطين والوقوف بوجهة هذه الهجمة السكسونية الهولاكية الجديدة التي اجتاحت الدول العربية والإسلامية . والحق أنها حرب صليبية ضد امة محمد خير البشر , ولسرقة خيرات هذه الدول .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://plus.google.com/u/0/114905921999117160466/posts
 
أطفال العراق الجديد بين التشرد والضياع
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات امجاد العراق :: منتديات العراق الجهاديه :: بيانات لكافه فصائل المقاومه والعمليات المرئية-
انتقل الى: