الى شعبنا الصابر الابي

بسم الله الرحمن الرحيم
لا تكافئوا المحتل
الى شعبنا الصابر الابي ...
إن أي احتلال مهما كان نوعه وزمنه لا يمكن أن يأتي بالخير ، مهما طبل له المطبلون ، أو زمر له المزمرون ، أو سوق لمشروعه المسوقون .

ولقد كنا في الجبهة الاسلامية للمقاومة العراقية (جامع) ندرك منذ البداية حجم الإختلاف والفرقة التي يمكن أن يتركها المحتل في البلد . وكنا نحذر في كل بياناتنا من مكر الإحتلال الشيطاني . حتى ابتكر المحتل آخر إبداعاته في المكر والخديعة ، ليشرعن وجوده عن طريق اتفاقية أمنية مع حكومة مدعومة منصبة بالقهر على رغم أنف الجميع ومع سياسيين عندهم الإستعداد كل الإستعداد لبيع وطنهم لمصالح شخصية دنيوية فانية ، سيندمون عليها ولات ساعة مندم وسيحاسبهم الله تعالى عن كل قول ،أو فعل ،أو حركة يد توقع خطا في صالح اطالة عمر الاحتلال، وسيحاسبهم شعبهم ،وستحاسبهم المقاومة على ما سيقترفون بهذا التوقيع المذل .
إن موقفنا من هذه الإتفاقية هو الرفض المطلق لها والتحذير منها . وقد بينا عوارها في رسائلنا الأسبوعية على موقع جامع منذ أشهر عدة . ونحن نرفض أن يمثل شعبنا كل من ساعد على إخراجها وتوقيعها وإقرارها سواء بالتصريح أو بالتلميح ،وسواء كان في (مجلس النواب) أو غيره وذلك للاسباب الآتية :
1- لأنه لا يجوز مكافأة المحتل مهما كانت الأسباب والمبررات التي يقدمها الخونة والعملاء ، بعد ان دمر هذا المحتل عراقنا ومزقه وزرع الطائفية ، وأذل أعزة الناس فيه ، وهتك الأعراض ، وأهلك الحرث والنسل، فكيف نكافأه بأن نشرعن له وجوده في بلدنا الحبيب .
2- بعد ان صدر الموقف الشرعي من الإتفاقية ، من عدد من علماء الامة ودعاتها وهيئاتها الإسلامية ومنهم العلامة الدكتور عبد الكريم زيدان ، والداعية والمفكر الإسلامي محمد أحمد الراشد ، والهيئة الشرعية للجبهة الاسلامية للمقاومة العراقية (جامع) ، وهيئة علماء المسلمين ، لا يجوز بأي حال من الأحوال تخطي رأي العلماء في ذلك .
3- هل يعقل أن يذبح الإنسان نفسه ؟ إن القبول بالإتفاقية يعني ، قبولنا بأن يذبحنا الأمريكان بتوقيع منا ، وهذا ما بينته المادة الرابعة من الإتفاقية الأمنية ، التي نصت على ( التعاون في القيام بعمليات ضد تنظيم القاعدة والمجموعات الإرهابية الأخرى ، والمجموعات الخارجة عن القانون ، بما في ذلك فلول النظام السابق ) . وهذا يعني أن الجميع مشمولون بهذه العمليات فمن لم تطاله تهمة الإرهاب ، فهو خارج عن القانون ، ومن لم يطاله ذلك فهو من فلول النظام السابق .
4- إن التجارب التأريخية مع كل المحتلين ، ومع الإحتلال الأمريكي خاصة تثبت أنه غير أهل للثقة ، فإن هؤلاء لا يخرجون عن ما أخبر به ربنا في كتابه العزيز (لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة ) .
لكل ذلك ، فالاتفاقية مرفوضة ، مرفوضة ، مرفوضة ... نبرأ الى الله من كل من وضع توقيعه عليها .
ولله الامر من قبل ومن بعد ، ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ...
المكتب السياسي
يوم الاثنين في 28 شوال 1429 هـ